فصل: معظم مقصود السّورة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة المُلْك:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه حديث حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إِن سورة من كتاب الله ما هي إِلاّ ثلاثون آية، شفعت لرجل، فأخرجته يوم القيامة من النار، وأدخلته الجنّة، وهي سورة تبارك».
وأحاديث ضعيفة: منها حديث أُبي: «ودِدْتُ أنّ {تبارك الّذِي بِيدِهِ الْمُلْكُ} في قلب كلّ مؤمن».
وحديث: «إِنّ في القرآن سُورة تجادل عن صاحبها يوم القيامة خُصماءه، وهى الواقية: تقيه من شدائد القيامة، وهى الدّافعة: تدفع عنه بلْوى الدّنيا، وهى المانعة: تمنع عن قارئها عذاب القبر، فلا يؤذيه منكر ونكير».
وحديث علي: «يا علي منْ قرأها جاء يوم القيامة راكبا على أجنحة الملائكة، ووجهه في الحسن كوجه يوسف الصّدّيق، وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثواب شُعيْب النبي صلّى اله عليه وسلّم». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الملك:
وتسمى تبارك والمانعة والواقية والمنجية، قال الولي الملوي: هذه السورة كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها لكثرة علومها، وقال: «وددت لو كانت في صدر كل مسلم». مقصودها الخضوع لله لاتصافه بكمال الملك الدال عليه تمام القدرة الدال عليه قطعا أحكام المكونات الدال عليه تمام العلم الدال عليه أحكام المصنوعات علم ما في الصدور لينتج ذلك العلم بتحتم البعث لدينونة العباد على ما هم عليه من الصلاح والعناد كما هي عادة الملوك في دينونة رعاياهم لتكمل الحكمة وتتم النعمة وتظهر سورة الملك، واسمها الملك واضح في ذلك لأن الملك محل الخضوع من كل من يرى الملك وكذا تبارك لأن من كان كذلك كان له تمام الثبات والبقاء، وكان له من كل شيء كمال الخضوع والاتقاء، وكذا اسمها المانعة والواقية والمنجية لأن الخضوع حامل على لزوم طريق السعادة، ومن لزمها نجا مما يخاف ومنع من كل هول ووقي كل مخلوق، وترد السؤال عمن لازم عليها وهذا من أهم الأمور. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {تبارك الذي بيده الملك}:

السّورة مكية.
وآياتها ثلاثون عند الجمهور، وإِحدى وثلاثون عند المكيّين.
وكلماتها ثلاثمائة وثلاثون.
وحروفها ألف وثلاثمائة وثلاث عشرة.
والمختلف فيها آية {قدْ جاءنا نذِيرٌ}.
مجموع فواصل آياتها (تمر) على الميم اثنان: {أليم} و{مستقيم}.
ولها في القرآن والسُّنن سبعة أسماء:
سُورة المُلْك؛ لمفتتحها.
والمُنجية لأنها تنجى قارئها من العذاب.
والمانعة؛ لأنها تمنع مِن قارئها عذاب القبر- وهذا الاسم في التوراة-.
والدافعة؛ لأنها تدفع بلاء الدنيا وعذاب الآخرة من قارئها.
والشافعة؛ لأنها تشفع في القيامة لقارئها.
والمجادِلة؛ لأنها تجادل منكرا ونكيرا، فتناظرهما كيلا يؤذيا قارئها.
السابعة: المخلِّصة؛ لأنها تخاصم زبانية جهنم؛ لئلا يكون لهم يدٌ على قارئها.

.معظم مقصود السّورة:

بيان استحقاق الله المُلْك، وخلْقُ الحياة والموت للتجربة، والنظرُ إِلى السموات للعِبرة، واشتعال النجوم والكواكب للزينة، وما أُعد للمنكرين: من العذاب، والعقوبة، و (ما) وُعِد به المتّقون: من الثّواب، والكرامة، وتأْخير العذاب عن المستحقين بالفضل والرّحمة، وحفظ الطُّيور في الهواءِ بكمال القدرة، واتصال الرّزق إِلى الخليقة، بالنّوال والمنّة، وبيان حال أهل الضّلالة، والهداية، وتعجُّل الكفّار بمجيءِ القيامة، وتهديد المشركين بزوال النعمة بقوله: {فمن يأْتِيكُمْ بِماءٍ مّعِينٍ}.
والسّورة محكمة: لا ناسخ فيها ولا منسوخ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة الملك:
443- مسألة:
قوله تعالى: {أأمِنْتُمْ منْ فِي السّماءِ أنْ يخْسِف بِكُمُ الْأرْض}
ثم قال تعالى: {أنْ يُرْسِل عليْكُمْ حاصِبا} قدم الخسف على الحاصب.
وفى الأنعام: قدم المؤخر هاهنا وأخر المقدم في قوله تعالى: {قُلْ هُو الْقادِرُ على أنْ يبْعث عليْكُمْ عذابا مِنْ فوْقِكُمْ أوْ مِنْ تحْتِ أرْجُلِكُمْ}؟.
جوابه:
لما تقدم هنا: {هُو الّذِي جعل لكُمُ الْأرْض ذلُولا} الآية، ناسب أن يليه الوعيد بالخسف في الأرض التي أذلها.
وأية الأنعام: تقدمها قوله تعالى: {وهُو الْقاهِرُ فوْق عِبادِهِ ويُرْسِلُ عليْكُمْ حفظة}
{قُلْ منْ يُنجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبرِّ والْبحْرِ} الآية، وهو فوق الأرض فناسب ذلك تقدم ما هو من جهة فوق. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

المتشابهات:
قوله: {فارْجِعِ الْبصر} وبعده: {ثُمّ ارجِعِ البصر كرّتيْنِ} أي مع الكرّة الأُولى.
وقيل: هي ثلاث مرّات، أي ارجع البصر- وهذه مرّة- ثم ارجع البصر كرّتين، فمجموعها ثلاث مرّات.
قال أبو القاسم الكرمانى: ويحتمل أن يكون أربع مرّات؛ لأنّ قوله: {ارجِعِ} يدلُّ على سابقة مرّة.
قوله: {أأمِنتُمْ مّن فِي السّماءِ أن يخْسِف بِكُمُ الأرْض}، وبعده: {أن يُرْسِل عليْكُمْ حاصِبا} خوّفهم بالخسف أوّلا، لكونهم على الأرض، وأنها أقرب عليهم من السّماءِ، ثم بالحصْب من السماءِ.
فلذلك جاء ثانية.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة الملك:
سماها النبي صلى الله عليه وسلم (سورة تبارك الذي بيده الملك) في حديث رواه الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غُفِر له وهي (سورة تبارك الذي بيده الملك)» قال الترمذي: هذا حديث حسن.
فهذا تسمية للسورة بأول جملة وقعت فيها فتكون تسمية بجملة كما سمي ثابتُ بن جابر (تأبّط شرّا) ولفظ (سورة) مضاف إلى تلك الجملة المحكية.
وسميت أيضا (تبارك المُلكُ) بمجموع الكلمتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويسمع منه فيما رواه الترمذي عن ابن عباس «أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ضربْتُ خِبائي على قبرٍ وأنا لا أحسِب أنه قبر فإذا فيه إنسان-أي دفين فيه- يقرأ سورة {تبارك الملكُ} حتى ختمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي المانعة هي المُنْجِية تنجيه من عذاب القبر» حديث حسن غريب فيكون اسمُ السورة مجموع هذين اللفظين على طريقة عدّ الكلمات في اللفظ دون إضافة إحداهما إلى الأخرى مثل تسمية (لام ألف).
ونظيره أسماء السور بالأحرف المقطعة التي في أولها على بعض الأقوال في المراد منها وعليه فيحكى لفظ {تبارك} بصيغة الماضي ويُحكى لفظ {المُلكُ} مرفوعا كما هو في الآية، فيكون لفظ (سورة) مضافا من إضافة المسمى إلى الاسم. لأن المقصود تعريف السورة بهاتين الكلمتين على حكاية اللفظين الواقعين في أولها مع اختصار ما بين الكلمتين وذلك قصدا للفرق بينها وبين (تبارك الفرقان)، كما قالوا: عُبيْدُ الله الرُّقيّاتِ، بإضافة مجموع (عبيدُ الله) إلى (الرقيات) تمييزا لعبيد الله بن قيس العامري الشاعر عن غيره ممن يشبه اسمُه اسمه مثل عُبيد الله ابن عبد الله بن عُتبة بن مسعود أو لمجرد اشتهاره بالتشبيب في نساءِ كان اسم كل واحدة منهن رُقية وهن ثلاث ولذلك يجب أن يكون لفظ {تبارك} في هذا المركب مفتوح الآخر. ولفظ {الملك} مضموم الكاف، وكذلك وقع ضبطه في نسخة (جامع الترمذي) وكلتاهما حركةُ حكايةٍ.
والشائع في كتب السنة وكتب التفسير وفي أكثر المصاحف تسمية هذه السورة (سورة المُلْك) وكذلك ترجمها الترمذي: باب ما جاء في فضل سورة المُلك. وكذلك عنونها البخاري في كتاب التفسير من (صحيحه).
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال «كنا نسميها على عهد رسول الله المانعة»، أي أخذا من وصف النبي صلى الله عليه وسلم إياها بأنها المانعة المنجية كما في حديث الترمذي المذكور آنفا وليس بالصريح في التسمية.
وفي (الإتقان) عن (تاريخ ابن عساكر) من حديث أنس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها المنجية» ولعل ذلك من وصفه إياها بالمنجية في حديث الترمذي وليس أيضا بالصريح في أنه اسم.
وفي (الإتقان) عن (كتاب جمال القراء) تسمى أيضا (الواقية)، وتسمى (المنّاعة) بصيغة المبالغة.
وذكر الفخر: أن ابن عباس كان يسميها (المُجادِلة) لأنها تجادل عن قارئها عند سؤال الملكين ولم أره لغير الفخر.
فهذه ثمانية أسماء سميت بها هذه السورة.
وهي مكية قال ابن عطية والقرطبي: باتفاق الجميع.
وفي (الإتقان) أخرج جويبر في (تفسيره) عن الضحاك عن ابن عباس: نزلت تبارك الملك في أهل مكة إلاّ ثلاث آيات اه. فيحتمل أن الضحاك عنى استثناء ثلاث آيات نزلت في المدينة. وهذا الاحتمال هو الذي يقتضيه إخراج صاحب (الإِتقان) هذا النقل في عداد السور المختلف في بعض آياتها، ويحتمل أن يريد أن ثلاث آيات منها غير مخاطب بها أهل مكة، وعلى كلا الاحتمالين فهو لم يعين هذه الآيات الثلاث وليس في آيات السورة ثلاث آيات لا تتعلق بالمشركين خاصة بل نجد الخمس الآيات الأوائل يجوز أن يكون القصد منها الفريقين من أول السورة إلى قوله: {عذاب السعير} (الملك: 5).
وقال في (الإتقان) أيضا فيها قول غريب- لم يعْزه- أن جميع السورة مدني.
وهي السادسة والسبعون في عداد نزول السور.
نزلت بعد سورة المؤمنين وقبل سورة الحاقة.
وآيها في عد أهل الحجاز إحدى وثلاثون وفي عد غيرهم ثلاثون. اهـ.